إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

06‏/05‏/2014

تعقيبات على أداء حركة حماس والمشاركة في الانتخابات القادمة


يعتبر الفوز الكبير لحركة المقاومة الإسلامية حماس في انتخابات عام 2006م فوزا طبيعياً خاصة في ظل نجاح الحركة على صعيد إدارة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والتي كانت تقدم من خلالها نموذجاً متكاملاً للعمل النزيه وإعطاء كل ذي حق حقه والتساوي في توزيع المساعدات والمعونات تلاها النجاح الذي حققته الحركة في الانتخابات النقابية المختلفة وفوز القوائم التي شكلتها الحركة في كسب غالبية المقاعد النقابية المختلفة وبالتالي كل تل المؤشرات كانت تمهد الطريق لفوز الحركة في انتخابات المجلس التشريعي.
بالإضافة إلى ما سبقها من ممارسات الفساد والواسطة والمحسوبية التي زادت حدتها من قبل العناصر المحسوبة على حركة فتح والتي شملت جميع مؤسسات الحكومية والقطاع الخاص مما أدى لتوليد حالة من الغليان الشعبي من قبل المجتمع الفلسطيني خاصة أنه يعتبر من المجتمعات المغلقة أي أنه لا يمكن إخفاء أي أمر عن الشارع الفلسطيني الذي استغل فرصة عقد انتخابات جديدة لتوجيه صفعة مؤلمة لمن لحركة كانت تعتقد أنها هي الوحيدة صاحبة الجماهيرية العالية.
وقد كان لتمسك الحركة بخيار المقاومة ورفض أي شكل من أشكال التعاون مع المحتل بالإضافة إلى التاريخ المشرف لكتائب عز الدين القسام في العمليات النوعية والموجعة التي كان يوجهها للكيان الصهيوني فكان من الطبيعي في أي انتخابات تخوضها حركة حماس الحصول على نسب تصويت عالية تؤهلها للحصول على عدد كبير من مقاعد المجلس.
أما فيما يتعلق برعاية مصالح الناس فكان من الطبيعي الإدارة الجيدة لمؤسسات السلطة كون الحركة لها تاريخ مسبق من حيث إدارة مؤسسات المجتمع المحلي وهي ذات طابع إنساني وخدماتي وهو أمر يمكن اعتباره وزارات ولكن بطابع مؤسسات أهلية إلا أنها واجهت العديد من المشاكل والتي لا تزال قائمة تمثلت في سوء الإدارة لأنها أخذت بعين الاعتبار أمور خاصة بها فكان هناك ظلم حتى على بعض أبنائها أو في قوانين سنتها فعلى سبيل المثال أنها لم تتقبل النقد البناء ولم تفتح المجال لسماع وجهات نظر تخالفها فعلى سبيل المثال مقال (A4) وما تناوله من أمور فساد إداري ناهيك عن الظلم الإداري فيما يتعلق بالتقييمات التي تتم كل عام من قبل ديوان الموظفين وغيرها من الأمور.

أي تجربة حكم تمتلك في طياتها القصص نجاح ولكن في المقابل هناك العديد من الإخفاقات وهو أمر لا بد أن يلم به الجميع أما فيما يتعلق بالإخفاقات فهي داخلية وخارجية وللحديث بشكل منطقي لا بد من تسليط الضوء عليها بموضوعية فليس كل إخفاق ناتج عن الحصار أو الرفض الغربي للتعامل مع الحركة فهناك أمور لها علاقة باعتبارات خاصة بحركة حماس صاحبة قائمة التغيير والإصلاح وهنا نطرح العديد من التساؤلات أين وصلت تلك الإصلاحات وما هي الأمور التي غيرتها الحركة وهل كان نصب عينيها مصالح أهل قطاع غزة وهذا السؤال ليس من باب التقليل من انجازات الحكومة بقيادة حركة حماس ولكن إن كنا على مشارف نهاية حكم الحركة للقطاع فلا بد من تقديم مكاشفات لما تم تغييره دون التطرق إلى الحصار رغم ما سببه من نقص، لذا أتمنى من أي شخص يتحدث عن انجازات وأمور ساحقة التحدث بعد تجرده من انتمائه الفصائلي حتى لا يتعامل مع القارئ على أنه تنظيمه هو الإله وأنه لا يخطئ فالخطأ والنسيان من سمات الإنسان.
وعن مطالبة الحركة بخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني فهل حركة حماس على استعداد لتقديم تنازلات بعد تجربتها في الحكم؟! وهل تعي أن دخولها بالمجلس الوطني سيترتب عليه اعترافها بالكيان الغاصب؟ ثم بعد تقييم الحركة لفترة الحكم والسياسات الخارجية المقاطعة والتضييق فهل الحركة على استعداد لخوض تجربة ثانية؟ اعتقد أن هذا الأمر يحتاج دراسة ولكني في نفس الوقت أتمنى أن لا تشارك الحركة في الانتخابات القادمة بشكل كبير وان تكتفي بمشاركة محدودة حتى لا تتكرر التجربة مرة أخرى وأتمنى من كافة الفصائل أن لا تشارك كفصائل في الانتخابات ولكن أن تكون المشاركة من أجل بناء الوطن والعمل على تحرير الأراضي والمقدسات فالتجربة الانتخابية الأولى والثانية لم تقدم لنا سوى المزيد من الفرقة والتشتت ولتكن الانتخابات مستقلة انتماؤها للوطن وليس لفصيل فقد آن الأوان الآن بعد تجربتين انتخابيتين لرفض الفصائلية المقيتة وليكن الهدف من الانتخابات القادمة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدسات وأراضي تلب وتنهب.
وفي الختام ولحفظ الحركة كقوة سياسية لها وجودها أتوجه إلى صناع القرار بعد المشاركة الكبيرة في أي انتخابات قادمة والتفرغ في المراحل المقبلة على إعادة التوازن للحركة وإعادة بناء علاقاتها الخارجية بما يخدم أهم أهدافها وهو العمل على تحرير المقدسات والأراضي المغتصبة وعد إقحام الحركة في سباقات على كراسي.
وحرصا على الشفافية الانتخابية وعمليات الاقتراع القادمة أتمنى أن يتم تعديل بقانون الانتخابات وبتقسيمة الدوائر الانتخابية بما يضمن تمثيل عادل وهو ما سيتم التطرق إليه في مقال آخر أن شاء الله.

ربا أبو حطب
باحثة في الجغرافيا الانتخابية
للتواصل

roba.ir@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: