إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

17‏/04‏/2008

قاب قوسين أو أدنى


قاب قوسين أو أدنى

ربا أبو حطب
المتأمل في الوضع الفلسطيني, وحالة الحصار المشدد المفروض منذ ما يقارب السنة, يدرك بشكل جلي حجم المآمرة وحالة المماطلة بمتابعة وقائع المسلسل الدرامي الفلسطيني, أضف على ذلك حالة الذبح البطيء بسكين الحصار, وانطلاقا من مبدأ " وفي السماء رزقكم وما توعدون", نجد أن تنابلة السلاطين بل حتى السلاطين أنفسهم, قد تخندقوا في حفرة واحدة لمشاهدة الحالة الدرامية, مكتفين بالصمت للحصول على لحظات من الهدوء على مشهد دموع التماسيح التي تبكي الواقع العربي, ولينتهي المشهد بتصفيق حار فقد استطاعت تحريك مشاعر تلك الأكوام.
في الوقت نفسه بدأ البركان بالتحرك من حالة الخمول والصبر اللامتناهي, ترى ماذا بعد ذلك؟
قد يكون تحطيم قيود أو كسر للطوق, فهل سيتم اقتحام المعبر؟ لندخل في أزمة لم تنته بعد وقوع الشباب الفلسطيني بين أحضان الأخوة المصريين ليجربوا فيهم أساليب التعذيب الصهيونية؟
وفي نفس السياق تجد حديثنا يتمركز حول الخبز, السولار والغاز,الأمر الذي قزم حجم القضية فيهما مع تواصل الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى الأمر الذي بات مغيباً إعلاميا والذي اقتصر على متابعة القضايا المتلاحقة وهنا لا بد من دق ناقوس الخطر, فالقضية أو ما تبقى منها تآكلت مع الأحداث المتواصلة دون وقفة جادة, واستهتار بمصير أمة من قبل زمرة متنفذة يعنيها الانقسام أكثر من التوحد والتعالي على الجرح الوطني مما يطرح سيولا من الأسئلة الملحة..... ما موقفكم يا سادة أمام الأجيال القادمة التي ستحاسبكم على تفريطكم واستهتاركم بالقضية؟........... أما آن الأوان ليقف الشعب وقفة رجل واحد ويتعالى على الجراح, لينقذ ما تبقى من القضية ويجمع شمل بقايا قطري الوطن. ألا يكفينا فرقة وتشتت في الداخل والخارج والأعماق؟.... زد على ذلك حرب داحس والغبراء, التي يتخللها أخبار تتطاير هنا وهناك عن تعطل المسيرة التعليمة, وتارة أخرى انقطاع تيار الكهرباء وغيرها من القضايا التي تثقل كاهل الجميع, ولكن أليس الوطن أكبر منا جميعا وأقصانا أثمن من هذا وذاك؟.
فالوضع أصبح عبارة عن قنابل موقوتة, موعد انفجارها قاب قوسين أو أدنى فالكل في حالة من الترقب بانتظار عاصفة تزيل الحطام, لعله يغير الخارطة السياسية ويخلصنا من الزمر الفاسدة دون استثناء, ولتكن حربا تقضي على العقول اليابسة التي عفى عنها الزمان والتي أثبتت التجارب المتتالية عدم جدوى تفكيرها في الخروج من أي مأزق أو التوصل إلى حلول طويلة المدى.