إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

27‏/12‏/2008

رائحة الدماء الذكية......... تجمع ولا تطرح

رائحة الدماء الذكية......... تجمع ولا تطرح

ربا أبو حطب

صباحا على أصوات عصافير الإف 16 نستيقظ لنجد وبعد طول غياب أن الدم نفض عنا غبار الفرقة وجمعنا على صوت واحد. هل كل ما نحتاج له أن يسقط خيرة أبنائنا لنجتمع ونتوحد؟ وهل هذه الدماء ستكون الصحوة التي تعيد الاعتبار إلى الوطن المشتت؟ وهل هذه الدماء ستوقف تمسكنا بتراب هذه الحياة الفانية لنعود إلى طريق الثوار الأوائل؟ وهل وهل وهل ألف سؤال يتصارع ليظهر على صدر النشرات الإخبارية.
كنا مؤخرا قد ضقنا ذرعا من الحالة التي وصل لها الشارع الفلسطيني نتيجة الفرقة وطول الفترات التي يغيب عنا فيها التيار الكهربائي نفتقد الدقيق نفتقد الغاز نفتقد كل مستلزمات الحياة فرحلة البحث تطول بنا على ابسط مستلزمات الحياة ولكن في النهاية تجد عبارة (مرحبا بك أنت في غزة... بكل فخر وعزة) .
على صعيد آخر تجد النشرات الإخبارية أصبحت ميادين يتبارز فيها من يدعون أنهم محللون سياسيون لما حدث ولكن انتم يا من تتبارزون على تفسير ما حدث إلا يكفيكم رص صفوف من العبارات المنمقة فنحن لا نريد تفسير لما حدث أو سيحدث فالواقع الأليم وواقع ما حدث ويحدث وسيحدث أطفالنا برحم أمهاتهم يقولون لكم بكل وضوح هي حرب شعواء شنها حفنة من الجبناء فدعوكم مما تتفوهون به فهو لن يسمن ولن يغني من جوع
إن ما نحتاج له ليس مجرد صحوة مؤقتة أو انتفاضة من شدة الألم لمشهد سيكون في اليم التالي خبر اعتيادي لا يحرك ورقة شجر الحل الوحيد الذي نحن بحاجة له هو أن نعود لأرضنا وأن نأخذ حقنا فنحن لسنا بضيوف على هذه الأرض المنهكة بإقرار دولي وعربي.
هي ليست مجزرة هي حرب إبادة كاملة وشاملة وبمباركة دولية وعالمية والمصيبة الكبرى مباركة عربية وفي هذه اللحظات فعلا نفتقد حذاؤك يا منتظر الزبيدي في هذه اللحظات المهينة لكل من اتخذ من مقولة "الصمت ابلغ كلاما" واكتفى بالمشاهدة والتي هي في نفس الوقت لحظات الشرف الفلسطيني فدماؤنا وحدها توحدنا فنحن لسنا بحاجة لمنة عربية من أي دولة لتجمع قادتنا الذين أن لم تجمعهم دماؤنا فنحن من براء إلى يوم الدين ولتكن مزابل التاريخ أن قبلت أن تستوعبهم مقرا لهم إلى ما لا نهاية.